مـاري فـكري
في إطار ترويجه لفيلمه الجديد(إمانسيبيشن) “عتق”، اعتذر الفنان ويل سميث مجدداً عن واقعة صفعته الشهيرة للممثل الكوميدي كريس روك لسخريته من شعر زوجته في حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام، والتي مُنع بعدها سميث من حضور حفل توزيع جوائز الأوسكار عشرة أعوام، رغم فوزه بأول جائزة أوسكار له كأفضل ممثل في دور رئيسي عن فيلم (كينج ريتشارد) “الملك ريتشارد” خلال الحفل.
فخلال ظهوره في برنامج تلفزيوني للحديث عن فيلمه الجديد (إمانسيبيشن) ، استعاد سميث الواقعة”، وقال: “كانت تلك ليلة مروعة قدر ما تتخيل. ثمة مشاعر دقيقة وتعقيدات في تلك الليلة. لكن في نهاية اليوم، فقدت أعصابي”. وأضاف: “كنت أمر بكثير من الأمور في تلك الليلة، ولا أقول ذلك لتبرير سلوكي على الإطلاق. كان في ذهني صورة الفتى الصغير الذي شاهد أباه يضرب أمه. كل ذلك قفز أمام عيني في تلك اللحظة. ذلك ليس من أريد أن أكونه”.
وكان الممثل (54 عاماً) قد اعتذر على الملأ للممثل الكوميدي ولأكاديمية فنون وعلوم السينما التي توزع جوائز الأوسكار… وفي إطار تقديم اعتذار آخر، قال سميث في لقاء صحفي منفصل مع محطة “فوكس 5” التلفزيونية، إنه “سيتفهم تماماً” إن كان البعض غير مستعد لمشاهدته في فيلمه الجديد(إمانسيبيشن) “عتق”، الذي يدور حول رجل يهرب من العبودية، في الشهر المقبل.
والتساؤلات التي تطرح نفسها هي:
**هل كان روك وهو يقدم الجائزة على المسرح في حفل الأوسكار على دراية بأن جادا بينكيت سميث تعاني من حالة مرضية – كما قيل- تؤدي إلى تساقط شعرها؟ وإن كان يعلم فلماذا تمادى في السخرية منها؟
** وإن لم يكن يعلم.. فهل من حق أي إنسان – حتى ولو مقدم برنامج_ أن يسخر من أي إنسان لمجرد عمل كوميديا تضحك الناس، حتى ولم لم يكن هذا الإنسان مريضاً؟
وماذا عن الضغوط النفسية في الحياة على كل إنسان والتي إحدى سماتها الغضب.. أيمكن أن يكون المجتمع قد أصبح يغالط نفسه بل والدراسات العلمية المتعلقة بالنفس البشرية.. ويريد إنسان حديث – كالروبوت – لا يغضب أبدا؟
أيمكن قبول توصيف السخرية من الآخرين على أنها فن وحرية تعبير.. ولا يمكن قبول تمسك إنسان بكرامته وكرامة زوجته.. حتى لو كان التعبير عنها بشكل غاضب أو خاطئ؟
أيمكن قبول إدانة أي إنسان.. بل وحرمانه من بعض حقوقه (كعدم حضور حفلات الأوسكار لمدة عشر سنوات).. لمجرد أنه غضب فتصرف خطأ.. وإن كان خطأوه يبقى مجرد رد فعل لخطأ أكبر هو السخرية من زوجته…ولا يدان الذي فعل خطأ السخرية نفسه؟
تري.. هل يمكن أن تكون التوجه الذي أصبح عليه المجتمع الغربي.. والذي يطالب الناس بتقبل السخرية عادي.. ويدين من يتمسك بكرامته حتى ولو بطريقة خاطئة .. هو التوجه الصحيح الذي يمكن أن يكون مقبولاً لدى أي إنسان عادي؟