مشاركة كيت بلانشيت وتكريم منة شلبي أبرز فعاليات مهرجان الجونة القادم

ماري فكري

  • نجيب ساويرس: وجود المهرجان في مدينة الجونة يساهم في الترويج للسياحة الثقافية بمصر
  • عمرو منسي: “سينما من أجل الإنسانية” أصبحت حركة سنوية بالشراكة مع الأمم المتحدة
  • ماريان خوري: الهيئة المصرية للأفلام تعزز “سيني جونة”، خاصة بعد نجاحها بمهرجان “كان”

تأتي مشاركة النجمة العالمية، وسفيرة النوايا الحسنة كيت بلانشيت، وتكريم الفنانة المبدعة منة شلبي، كأبرز الأحداث التي تميز الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي هذا العام المقرر إقامتها في الفترة من 16 إلى 24 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ويعرض مهرجان الجونة السينمائي في دورته المقبلة، نحو 70 فيلًًما من أهم وأحدث الإنتاجات العربية والدولية.

تصل قيمة الجوائز المقدمة لها إلى 230 ألف دولار أمريكي، إضافة إلى الجوائز العينية (جائزة نجمة الجونة، والشهادات)، الُُمقدمة إلى الفائزين في المسابقات والأقسام التنافسية.

كان مهرجان الجونة السينمائي قد عقد مؤتمرًا صحفيًا والذي شاركت فيه “إيلينا بانوفا”، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، أعلن فيه عن فعاليات وأنشطة دورته الثامنة، حيث كشف المهرجان عن برنامج الاختيار الرسمي (خارج المسابقة) الذي يضم مجموعة من أبرز الإنتاجات السينمائية العالمية والعربية المنتظرة.

ويقدم المهرجان تنوعًا غنيًا يجمع بين الأفلام الروائية والوثائقية، والأعمال الأولى لمخرجين شباب وأسماء راسخة، تعكس همومًا إنسانية وتجارب جمالية متعددة، بعضها عُرض في كبرى المهرجانات العالمية وحصد جوائز مرموقة، فيما يشهد المهرجان عروضًا أولى لأفلام أخرى.

o وقد علق المهندس نجيب ساويرس –على الدورة الثامنة القادمة لمهرجان الجونة السينمائي، قائلا:

إن وجودنا معًا بعد 7 دورات ناجحة يؤكد أن المهرجان أصبح علامة مميزة على خريطة المهرجانات السينمائية في العالم العربي، ووجهة مهمة لصنّاع السينما وعشاقها من كل مكان.

من أول يوم حلمنا أن يكون عندنا مهرجان بمعايير عالمية، يجمع بين الفن، الثقافة، والحوار. ومع كل دورة، يكبر الحلم ويتأكد إن السينما قادرة أن تغيّر، تلهم، وتفتح أبواب جديدة للتواصل بين الناس.

شعارنا “سينما من أجل الإنسانية” هو التزام مستمر. في عالم مليء بالصراعات والتحديات، فتظل السينما وسيلة قوية لرفع الوعي، ولتحتفل بالأمل، ولإلقاء الضوء على القضايا اللي تمس حياة البشر في كل مكان.

وأكمل: السينما بالنسبة لنا هي فن يعكس الواقع ويعيد صياغته من زاوية مختلفة. وفي مهرجان الجونة، نسعى دائما لتوفير مساحة لكل المواهب، كي يجدوا فرصة يعبروا بها عن أنفسهم ويتواصلوا مع العالم.

وأنا دائما فخور لما أرى أسماء عربية تلمع في مهرجانات دولية كبيرة مثل “كان” و”فينيسيا”. والفخر يصبح أكبر لما أعرف إن بعض الأسماء دي كانت بدايتها من الجونة.

كما أن وجود المهرجان في مدينة الجونة يساهم في الترويج للسياحة الثقافية في مصر.. آلاف الضيوف يزورونا كل عام من أنحاء العالم، يروا جمال البحر الأحمر، ويعيشوا تجربة مختلفة تجمع بين الثقافة والفن والطبيعة. وهذا في حد ذاته رسالة مهمة عن صورة مصر الحديثة: بلد منفتح، آمن، وجاذب للاستثمار والسياحة.

وأريد أن أؤكد على أن مهرجان الجونة ساهم في خلق فرص عمل، ودعم صناعة السينما التي هي جزء من الاقتصاد الإبداعي بمصر الذي يعتمد على المواهب. وهذا يؤكد ان الاستثمار في الفن ليس رفاهية، لكنه عنصر أساسي من عناصر التنمية.

o بينما علق عمرو منسي، المدير التنفيذي للمهرجان على الفعاليات المنتظرة بالمهرجان، قائلًا:

أنا سعيد جدًا ومتحمس إننا نكمل نجاح السنين اللي فاتت. النجاح ده يجعلنا نفكر دايمًا: إيه الجديد اللي ممكن نقدمه؟

لقد أصبح المهرجان مع الوقت مساحة أمل لكل المواهب والشباب، كما أصبح مكان يجمعنا حول فكرة واحدة وهي: قد إيه الفن يقدر يغير. وعلى مدار الدورات السابقة، أثبت مهرجان الجونة إنه كيان مهم على خريطة المهرجانات في المنطقة والعالم، وذلك بفضل تأثيره الكبير في صناعة السينما.

وأضاف: المهرجان لا يكتفي بعرض أهم أفلام السنة من كل أنحاء العالم، لكنه أيضًا ” يحقق هدفه الأساسي – من خلال منصة “سيني جونة- في إتاحة الفرص للشباب وصناع السينما لكي يعرضوا مشاريعهم على شركات إنتاج وتوزيع وجهات داعمة. والأجمل إن كل ده يتم في مكان واحد هو الـHub، الذي أنا سعيد جدًا بنجاح فكرته واستمراره، لأنه سهّل حركة ضيوف المهرجان وقرّبهم من بعض.

وبنفس هذا الفكر ، نُفَعِل هذا العام مكان جديد وهو “مسرح الجزيرة”، الذي سيكون مساحة إضافية للجمهور في قلب مدينة الجونة، وسيستضيف ورش عمل وندوات ولقاءات ضمن Forum CineGouna Accreditation.

أنا فخور أيضًا باستمرار سوق “سيني جونة” للسنة الثالثة، وزيادة عدد العارضين لـ30 شركة من 10 دول مختلفة. وهذا يعطي فرص أكبر لصناع الأفلام إنهم يقابلوا شركات مهمة على المستوى الإقليمي والعالمي. رقم آخر يدل على أهمية منصة “سيني جونة” هو إن 290 مشروع تقدموا السنة دي للمشاركة في المنصة لدعم إنتاج الأفلام.

أنا أيضًا متحمس جدًا لبرنامجنا الجديد “سيني جونة لدعم المواهب الناشئة – Emerge”، الذي يكبر سنة بعد سنة بدعم شركائنا: الاتحاد الأوروبي، ومؤسسة دروسوس، ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية. وسعيد بالشراكة الجديدة مع جامعة إسلسكا التي ستساهم في إتاحة فرصة أكبر للجيل الصغير من الموهوبين للمشاركة في فعاليات المهرجان.

ولأننا نريد اتاحة فرصة لجمهور أوسع لمتابعة المهرجان، فأنا سعيد بالإعلان عن شراكة استراتيجية مع MBC، ومنصة شاهد، وقناة النهار، لبث فعاليات الدورة الثامنة مباشرة على الثلاث منصات.

أما عن شعار المهرجان “سينما من أجل الإنسانية”، الذي بدأه المهندس نجيب ساويرس من الدورة الأولى، فينتقل هذا العام لمستوى عالمي جديد ليصبح حركة سنوية بالشراكة مع الأمم المتحدة، نسلط الضوء من خلال كل دورة على قضية إنسانية كبرى. البداية ستكون مع محور الأمن الغذائي، خصوصًا إن افتتاح المهرجان السنة دي يتزامن مع اليوم العالمي للغذاء.

o وقد علقت “ماريان خوري”، المديرة الفنية لمهرجــان الجونة السينمائي على الفعاليات القادمة للمهرجان، قائلة:

استمرار نجاح مهرجان الجونة السينمائي هو تأكيد على أهميته بالرغم من كل التحديات التي تواجهنا، لأن العالم الذي نعيشه اليوم أصبح أقل إنسانية، ولكن ستظل السينما صوتًا مسموعًا في العالم كله، صوتًا لا يمكن إسكاته.

واليوم، ونحن على أعتاب الدورة الثامنة، نفخر بأن نقدّم برنامجًا يُعرض من خلاله حوالي 60 فيلمًا من 42 دولة حتى الآن، وسيتم الإعلان عن باقي البرنامج في الأيام المقبلة.. البرنامج يتضمن 10 أفلام روائية طويلة، و10 أفلام وثائقية طويلة، و17 فيلمًا قصيرًا ضمن المسابقة الرسمية، تتنافس على جوائز تبلغ قيمتها 230 ألف دولار أمريكي. من هذه الأفلام أعمالًا أولى لمخرجين، وبعضها من صنع مخرجات، وذلك تأكيدًا لدور المهرجان في إبراز التنوع وتسليط الضوء على الأصوات السينمائية الجديدة.

ومن الأفلام التي حققت نجاحًا هذا العام: الفيلم الإيراني It Was Just an Accident (حادث بسيط) الحاصل على السعفة الذهبية (Palme d’Or) من “كان”، والفيلم الإسباني Sirat (صراط) الحاصل على جائزة لجنة التحكيم من “كان” (Jury Award Cannes).

كما نعرض الفيلم الأيرلندي Blue Moon (القمر الأزرق) الذي حصل بطله أندرو سكوت (Andrew Scott) على جائزة أفضل أداء مساعد من مهرجان برلين. هذا التنوع ليس مجرد أرقام، بل رسالة واضحة معناها أن الجونة خلق نظامًا وبيئة سينمائية، ومكانًا يفتح الحوار ويعزز التعاون، والدليل هو استقبالنا لستة أفلام مصرية دفعة واحدة، أربعة منها حصلت على دعم من “سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام”، وفيلمان هما التجارب الأولى لمخرجات.

وأضافت ماريان: منذ انطلاقه، شكّل “سيني جونة” مساحة محورية لدعم المواهب، وأسهم في وصول أفلام عديدة إلى أهم المهرجانات العالمية وحصدت جوائز مرموقة. واستقبل “سيني جونة” لدعم إنتاج الأفلام في نسخته الثامنة هذا العام 290 مشروعًا من جميع أنحاء العالم العربي، وتم اختيار 12 مشروعًا في مرحلة التطوير، و7 أفلام في مراحل ما بعد الإنتاج. الأعمال المختارة تمثّل 12 بلدًا عربيًا، بشراكة مع خمس دول غربية، ستتنافس على مجموعة متنوعة من جوائز الدعم المادي والخدمي تتجاوز قيمتها 300 ألف دولار.

أما الشباب، فقد أصبحوا جزءًا من مجتمع الجونة السينمائي؛ فهم في قلب رؤية المهرجان ونبض مستقبله. ومن خلال برنامج “سيني جونة” لدعم المواهب الناشئة نقدّم رحلة متكاملة ترافق المشاركين في كل مراحلهم. كما أن بعض الشباب الذين كانوا بالأمس جزءًا من البرنامج عادوا هذا العام كمدرّبين لجيل جديد، في مشهد يؤكد أن مهرجان الجونة لا يكتفي بعرض الأفلام، بل يصنع السينمائيين ويدفع صناعة بأكملها، بعد أن تزايد الإقبال على التقديم حتى وصلت الطلبات إلى 1000 طلب، تم اختيار 200 منهم.

وبعد أن أثبت سوق “سيني جونة” حضوره في الدورة الماضية، ينطلق هذا العام بخطوة أوسع ليصبح لاعبًا أساسيًا في صناعة الشراكات وعقد الاتفاقات بين كبرى الهيئات السينمائية محليًا وإقليميًا ودوليًا. كما أن وجود الهيئة المصرية للأفلام يمنحه ثقلًا إضافيًا، خاصة بعد نجاحها في جناح مصر بمهرجان “كان”، حيث روّجت للإنتاج المشترك وجذبت مشاريع أجنبية للتصوير في مصر، وهو ما يمثل نقلة نوعية لصناعة السينما المصرية.

يعزّز السوق هذا العام مكانته كمساحة إقليمية لتبادل الخبرات، ودفع فرص التعاون والابتكار، واستعادة دور مصر الريادي كنقطة رئيسية في صناعة السينما.

ويستمر ملتقى “سيني جونة” كمنصة مخصصة للحوار والتشبيك والتطوير المهني لصنّاع السينما من العالم العربي وخارجه، وهذا العام، وسّع الملتقى برنامجه، وأصبح يضم ضيوفا من مصر والعالم العربي، إضافة إلى عدد أكبر من الضيوف الدوليين، وذلك من أجل فتح آفاق أوسع للحوار وبناء علاقات راسخة مع صنّاع السينما حول العالم.

ويقدّم الملتقى هذا العام أكثر من 30 فعالية ما بين ندوات وورش عمل وحوارات، ليكون برنامجه متنوعًا وملهمًا.

ومن أبرز فعاليات المهرجان هذا العام، احتفالية مئوية ذكرى ميلاد المخرج يوسف شاهين والتي تنطلق من الجونة، ولن تقتصر على مصر فقط، ولكنها ستجوب العالم من فرنسا إلى اليابان وسويسرا وغيرها.

وأردفت ماريان: شاهين لم يكن فقط مخرجًا استثنائيًا، بل كان الأب الروحي لموجات السينما العربية الجديدة. وقد قررنا في مهرجان الجونة أن نحتفل بهذه المناسبة في هذه الدورة من خلال اختيار زاوية مختلفة للنظر إلى مسيرة شاهين، وهي أن نسلّط الضوء على أثره في جيل كامل من السينمائيين العرب الذين حذوا حذوه في صناعة أفلام ذاتية. فهو لم يفتح الطريق فقط أمام السيرة الذاتية في السينما العربية بفيلمه إسكندرية ليه؟، بل ألهم مخرجين من تونس والمغرب والجزائر ومصر لصناعة أفلامهم الأولى في هذا الاتجاه.

جانب آخر من الاحتفال سيكون من خلال معرض مهم على مستوى المحتوى والتصميم، من تنسيق شيرين فرغل. يأخذ المعرض شكل تجربة حسية شبيهة بمحطة مصر، مستوحاة من فيلم باب الحديد. يدخل الزائر كأنه يستقل قطارًا يمر بمحطات مختلفة تمثّل مراحل فيلموغرافيا شاهين.

ولأننا نؤمن أن السينما ملك للجميع، حرص مهرجان الجونة السينمائي على أن يتجاوز حدود المدينة ليصل إلى جمهور أوسع. وللسنة الثالثة على التوالي، تُعرض مجموعة من أفلام المهرجان في سينما زاوية بالقاهرة بالتزامن مع عروض الجونة، في خطوة هدفها توسيع دائرة المشاهدة وإتاحة التجربة لشريحة أكبر، وخاصة الشباب الذين يشكّلون الركيزة الأساسية لمستقبل السينما.

وأضافت: يسعدني أيضًا أن أعلن عن تكريم فنانة استثنائية أثرت السينما والدراما العربية بأدوارها الصادقة والجريئة، ونجحت في أن تجمع بين الموهبة الفطرية والاختيارات الواعية. وهي النجمة منة شلبي التي نحتفي بها بجائزة الإنجاز الإبداعي.

  • جدير بالذكر أن المهرجان يواصل في دورته الثامنة تقديم جائزة نجمة الجونة الخضراء المخصصة للأفلام المعنية بقضايا البيئة. وفي إطار البرنامج الخاص، يعرض المهرجان أفلامًا أيقونية من الماضي والتي لا تزال محبوبة من قبل عشاق السينما.

ويمكن للأفلام الطويلة ذات الطابع الإنساني أن تحصل على جائزة الجمهور: «سينما من أجل الإنسانية».

  • ويقدّم المهرجان هذا العام مسرح الجزيرة كمساحة جديدة نابضة بالحياة في قلب مارينا الجونة، ليعكس روح المدينة المنفتحة والملهمة. سيستضيف المسرح فعاليات وجلسات حوارية في أجواء انسيابية، تجمع بين الجمهور والضيوف للتبادل والاكتشاف والاحتفاء بالسينما.

وسيعقد على مسرح الجزيرة جلسات حوارية مهمة في هذه الدورة مع أسماء لامعة من الشخصيات الفنية البارزة والمؤثرة، من أهمها:

  • كيت بلانشيت، النجمة العالمية الحائزة على جائزتي أوسكار وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وذلك في جلسة مع الإعلامية ريا أبي راشد حول التزامها بالسينما الإنسانية ودور السرد السينمائي في إحداث التغيير.
  • منة شلبي: الممثلة المصرية المكرّمة بجائزة الإنجاز الإبداعي لهذا العام، في حوار حول مسيرتها الفنية وخياراتها المؤثرة ونجاحاتها الملهمة للأجيال الجديدة.
  • شريف عرفة: المخرج المصري الكبير، في لقاء يبحث في عمق تاريخه الإبداعي وإرثه الفني الذي أسهم في تشكيل ملامح السينما المصرية.