
قبل 10 سنوات كان أكثر من نصف سكان الصين، وبخاصة الذين بالقرى، يعيشون تحت خط الفقر، ومع زيارة الرئيس شي جين بينج لقرية “شيبادونغ” في عام 2013، طرح مفهوم التخفيف من حدة الفقر، وفي إطار هذه المبادرة تمكن القرويون من إنشاء صناعاتهم الأساسية بما فيها زراعة الكيوي والسياحة وصناعة التطريز، وأصبحت الصين دولة منتجة ومزدهرة اقتصادياً حتى على مستوى القرى البسيطة، فكيف حدثت هذه الطفرة؟
ما هو السر وراء اهتمام الرئيس الصيني برخاء حتى القرى في الصين؟
ربما في مقولة ” من عاش حياة البسطاء يشعر بآلامهم”.. يكمن سر اهتمام الرئيس الصيني برخاء فقراء شعبه.. وربما كان لنشأة الرئيس شي جين بينج أثر كبير في هذا.. فقد ولد في يونيو عام 1953، وعاش حياة بسيطة.. تغلب عليها طابع الريف عن الحياة العصرية، وعندما بلغ سن 15 عاماً، غادر بكين وعاش في قرية تسمى “ليانغجياخه” بمقاطعة شنشي شمال غربي الصين، وقضى سبع سنوات يعمل في الريف هناك، حيث كان يعيش جنبا إلى جنب مع المزارعين، يعمل بزراعة المحاصيل وتربية الماشية وأيضاً نقل الفحم. وقد تحدث “شي” عن هذه الفترة قائلاً: كنت منفصلا عن عائلتي، وأنام في كهوف، وكنا نعاني وزملائي القرويين من لدغ الحشرات. وجاء التحول في حياته، عندما انضم “شي” بعد ذلك إلى الحزب الشيوعي الصيني، وأصبح رئيسا لفرع الحزب في القرية، الأمر الذي مثل بداية حياته السياسية.
كيف ارتبطت “أمنية أكل اللحوم” بالرئيس الصيني؟
عندما زار الرئيس شي جين بينج قرية شيبادونغ ، زار البسطاء ، والذين يعانون من ضيق الحال، وقرر تكييف سياسات الإغاثة وفقاً للظروف المحلية لكل مكان، وأصبح هذا هو المبدأ الذي يقوم عليه مكافحة الفقر في الصين، وبالإضافة إلى ذلك أطلق الرئيس الصيني “شي جين بينج” مقولته الشهيرة “.. أمنيتي الأكبر هي تمكين القرويين من تناول اللحوم وأكلها دائماً”، وذلك بعدما انضم للحزب الشيوعي الصيني. وكانت هذه المقولة هي السبب الرئيسي في تحول قرية شيبادونغ النائية في جنوب الصين إلى مقصد سياحي عالمي، كما تطوير صناعات مميزة مثل التطريز وزراعة فاكهة الكيوي، وتطور حال بسطاء القرية من الفقر إلى الازدهار بفضل حملة الرئيس “شي” للتخفيف من حدة الفقر.
ما هو التوجه الذي اختارت الصين تطبيقه بمجال التعليم؟
وصل الإنفاق المالي على التعليم في الصين لأكثر من 4 في المئة من الناتج الإجمالي لـ10 سنوات متتالية. وطرحت الصين سياسة إنجاب طفل ثالث، وطبقت تدابير للطلاب لتقليل واجباتهم المنزلية وتخفيف أعبائهم المتعلقة بدروس ما بعد المدرسة.
كيف تطورت الصين إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم؟
شهدت الصين تحت قيادة الرئيس الصيني تغيرات جذرية ضخمة خلال العشر سنوات الماضية ، حيث تضاعف حجم اقتصادها وبلغ 114 تريليون يوان صيني ( حوالي 16 تريليون دولار)، وتم القضاء على الفقر المدقع، وتحققت الحياة الكريمة ورغد العيش بشكل معتدل وملموس لسكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. ووصل نصيب الفرد الصيني من الدخل المتاح إلى ما يربو عن 35 ألف يوان في عام 2021، بزيادة حوالي 80% عن عام 2012. وساهم الاقتصاد الصيني بأكثر من 30% من نمو الاقتصاد العالمي خلال السنوات الأخيرة. وفي عام 2021، تجاوز حجم التجارة الخارجية للصين 6 تريليونات دولار، ورسخت الصين خلال العشر سنوات الأخيرة مكانتها كثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ما هو النمط الذي سار عليه الرئيس الصيني وحقق به هذه الطفرة الاقتصادية لبلده؟
أكد الرئيس الصيني على أن نمط التنمية يجب أن يتمحور حول الشعب، وفي إطار هذا طبق الرئيس “شي” سلسلة من السياسات التي تعود بالنفع على الشعب، ومنها تأسيس الصين لأكبر نظام للضمان الاجتماعي في العالم، وتم تغطية 1.04 مليار نسمة بمظلة التأمين الأساسي للمسنين، وتغطية 95% من عدد السكان بمظلة التأمين الطبي الأساسي. ووضع شي الرخاء المشترك على جدول أعماله، وعمل على معالجة التباين على مستوى الأقاليم والصناعات، وتحسين كل من الحياة المادية والروحية للشعب، ومن ثم تحقيق التنمية المتوازنة والمساواة الاجتماعية. كما شهدت الصين تحسينات شاملة وتاريخية في مجال حماية البيئة ودفعها نحو الأفضل. وأعلن شي في اجتماع افتراضي للأمم المتحدة أن الصين ستسعى جاهدة للوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030 . ولكل نهر في الصين الآن أيضا “رئيس نهر” مسؤول عن حمايته البيئية. وتم إنقاذ أنواع كانت على وشك الانقراض مثل الباندا العملاقة والفهود الثلجية وظباء التبت.
وعلى مستوى التكنولوجيا والابتكار، وزاد إنفاق الصين على البحث والتطوير من تريليون يوان (137.8 مليار دولار) إلى 2.8 تريليون يوان ( 386مليار دولار) خلال الفترة من عام 2012 إلى عام 2021، وارتفع تصنيف الصين طبقاً لمؤشر الابتكار العالمي، الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية من المركز الـ34 في عام 2012 إلى المركز الـ11 في عام 2022 ، لتحتل بذلك المرتبة الثانية على مستوى العالم.
المصدر: العين، وسائل إعلامية