مـاري فـكري
بعد الفيديو المأساوي الذي يظهر سمكة القرش القاتلة وهي تلتهم سائح روسي بمصر وبالتحديد في مياه البحر الأحمر بالغردقة.. تسائل كثيرون.. من أين أتت سمكة القرش؟ هل أسماك القرش مهاجرة بالصدفة أم مستوطنة في البحر الأحمر؟ وما السبيل لمنع أذاها عن البشر؟ وما الأهم.. الحفاظ على حياة البشر بإجراءات صارمة؟ أم الالتزام بقوانين وضعية تصر على الإبقاء على كائنات بحرية بعينها وسط البشر، بدعوى الحفاظ على الحياة البحرية.. حتى ولو كان بعضها قاتل وبلا عقل؟
بداية.. نحن لا نطالب بقتل أسماك القروش المفترسة.. ولكن ينبغي إتباع الوسائل العلمية المتقدمة التي يستخدمها الغرب.. لإبعادها عن أماكن التجمعات البشرية.
فمن المتعارف عليه أن الأسماك الضخمة تعيش في المحيطات، والبحار الواسعة، وقيل أن القرش الذي قتل السائح الروسي هو قرش مهاجر.. خاصة وأن أنه رغم أن أقصى عمق في البحر الأحمر يبلغ 2211 مترًا ، ولكن القرش الذي تواجد في المنطقة التي يسبح فيها السائح ليست عميقة نسبيا.. ولكن تقرير نشره المنتدى العربي للبيئة والتنمية يقول أن هناك 44 نوعا من أسماك القرش توجد بالفعل في البحر الأحمر، أشهرها أسماك قرش الشعاب المرجانية الرمادية وهي الأكثر انتشارًا في مصر، بالإضافة إلى القرش البقري، و الكلبي و أبيض الزعنفة..
أما أخطر أنواع القروش في البحر الأحمر فهي ثلاثة أنواع هي: القرش الذئب و القرش أبو ريشة بيضاء والقرش النمر (التايجر) وهو الذي التهم السائح الروسي مؤخراً.
أما عن أهم أماكن تواجد أسماك القرش في البحر الأحمر فهي: جزيرة أم قمر ، منطقة شعاب كارلوس شمال البحر الأحمر، منطقة سان جون جنوب البحر الأحمر،. عرق سمية حول جزيرة الجفتون الصغيرة، جزيرة أبو رماده ، منطقة أبو الكيفا بسفاجا ، جزر الأخوين ، جزيرة الروكي جنوب البحر الأحمر ، الفنستون و شعاب شرم.
وتعتبر حوادث هجوم أسماك القرش نادرة في مياه البحر الأحمر المصرية، وكانت أشهرها هجوم وقع عام 2010، كان ضحيته طفل أوكراني يبلغ من العمر 12 عاماً ومرشد سياحي مصري في منتجع رأس محمد واحتاج الاثنان إلى بتر أطراف بعد الحادث المأساوي.
وهناك حادث آخر وقع في بداية شهر يوليو 2022 وهو مصرع سيدتين إحداهما نمساوية، بعدما هاجمت سمكة قرش السيدتين خلال ممارستهما السباحة في منطقة مواجهة لمنتجع في سهل حشيش جنوب الغردقة.
وكان آخر حادث هو الهجوم الذي وقع قبل أيام من جانب سمكة قرش على سائح روسي في الغردقة، ما أدى لوفاته على الفور.
يقال إن ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ، أو إن إطعام الأسماك أو إلقاء الطعام بهدف جذبها من الأسباب التي تؤثر على سلوك سمك القرش وتغيره، ويقال أيضاً إن صيد الأسماك بشكل جائر وترك المياه المفتوحة بدون رقابة يعد أحد العوامل الرئيسية في نقص مخزون الأسماك ، مما يسبب اتجاه سمك القرش نحو الشواطئ بحثًا عن طعام.
ولكن تبقى التساؤلات.. أين كانت تلك الأسماك في البحر الأحمر طوال كل السنوات الماضية؟ ولماذا لم تظهر بمياهه الأسماك القاتلة سوى مرة واحدة منذ نحو 13 عاماً، ثم ظهرت مرة أخرى العام الماضي وأعقب ذلك حادثة هذا العام؟
أما آن الأوان لدراسات متعمقة تبحث في :هل هناك عوامل ساعدت على خروج تلك الكائنات القاتلة من أماكنها؟ هل لتبحث عن طعام – كما قيل- بسبب قلة الأسماك؟ ولماذا قلت الأسماك فجأة إذاَ؟ وإلى أن تحل مشكلة الأسماك الناقصة – على افتراض أنها السبب – هل نترك القروش القاتلة تعيث في البحر فساداً لتقتل وتلتهم من خُلق ليسود عليها.. تحت مظلة مهترئة من قوانين وضعية تسمى ضرورة حماية الحياة البحرية.. حتى ولو كان بعضها كائنات شرسة بلا عقل ولا رحمة مثل قروش التايجر والذئب والقرش أبو ريشة بيضاء باعتبارها أشرس أنواع القروش!؟
من المتعارف عليه في القوانين الوضعية على مستوى كل دول العالم.. بل وحتى القوانين البدائية منذ فجر البشرية.. أن القاتل يقتل كنوع من العدل والردع لغيره ممن تسول له نفسه إزهاق روح إنسانية.. فهل يتقبل ضميرنا إعدام إنسان قاتل.. ولا يمكننا حتى نقل حيوان قاتل (سمكة متوحشة) .. إلى مكان محصن.. يأمن الناس من شره .. بسبب قوانين عجيبة تم وضعها في خلسة من الزمن؟
ما هذه المفارقة اللامنطقية!.. أتوضع القوانين من أجل الإنسان وراحته؟ أم الإنسان هو الذي يًوضع ويُحدَّد مصيره من أجل القوانين!؟
يا ليت كل من يقرأ هذا المقال.. أن يشاهد بتروي فيديو السائح الروسي الذي يلتهمه القرش ببطء ويقطع جسده المسكين إرباً.. ويستلذ بلحمه.. ويرتوي بدمه.. ليرى لأي كفة مفروض أن يميل.. الانتصار لحياة إنسان؟ أم الانتصار لحياة سمكة أو كائن قاتل أيا من كان؟
أيمكن أن نحلم بهاشتاج # انقلوا الكائنات البحرية المفترسة إلى محميات مسورة خاصة بها #…!
فأيً كانت أسباب خروج سمك القرش المفاجئ من مكمنه ليهاجم البشر.. يجب أن تكون هناك حلول حاسمة لمواجهة هذا.