“الجميع يحب تودا”عرض مغربي متميز بالجونة السينمائي

مـاري فـكري

عرض مهرجان الجونة السينمائي اليوم فيلم مغربي متميز هو “الجميع يحب تودا”، والذي ينافس على جائزة الأوسكار عالمياً، وذلك ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة خلال فعاليات دورته السابعة هذا العام.

الفيلم يناقش قضية الرغبة.. الجسد.. وكيف أنه البضاعة المطلوبة فوق المهنة أو الحرفة.. حتى ولو كان الانسان متميز فيها.. فللعالم قواعد أخرى قاسية للعب في ملعب الحياة.. غير مجرد الاحتراف والتميز.

هذا ما تواجهه “تودا” أو (الفنانة المغربية نسرين الراضي) في رحلتها القاسية والعميقة المتشبعة بالأمل والألم.. للبحث عن عمل في مهنة تحبها وتحترفها هي الغناء – الأقرب للصوفية – خاصة وهي – كأم عازبة _ تريد أن تعيل ابنها الأصم الأبكم.

فهل تنجح في سعيها ورحلتها إلى عاصمة النور في بلدها “كازابلانكا” لتحقيق حلمها.. أم ستكتشف أن ما توهمته من نور هو نار ساعرة.. تبقى قواعد ملعب الحياة وقود شررها؟

الفيلم جميل جدا في إخراجه وتمثيله وتكوينات المشاهد التي تحكي صور مختلفة للألم.. كالحجرة الصغيرة التي أجرتها تودا في كازابلانكا.. التي لكي ترى النور من شباكها كان عليها أن ترفع رقبتها لأعلى .. لتتحصل فقط على بصيص متقطع من النور من وسط الأقدام العابرة.

ومشهد عبقري آخر.. لأصابع تودا.. تركز عليها الكاميرا وهي تتحرك برتم متهادي.. كأنما لتعزف وتبوح بسيمفونية الألم والحيرة التي تجتاح عقلها .. في مواجهة سعار شهوة الجسد المهيمنة على كل مكان تحاول العمل به، وتظن أنه مختلفة.

الغناء والموسيقى في الفيلم موظفين بطريقة متميزة ومؤثرة، استخدام مشهد الصحاري الشاسعة.. تمر الحافلة في وسطها..  مع الموسيقى في كل رحلة جديدة تقوم بها تودا .. يدخلنا أكثر في القحط النفسي الذي يعتري نفس تودا برحلتها الجديدة.  

الجميع يحب تودا”.. فيلم يدخلك في عالم آخر.. إنساني بامتياز.. ربما يدينه البعض ويخرج منه سريعا.. معتقدا أنه فقط يتحدث بلغة الجسد لذاتها.. ولكنه لو بقى فيه.. لتبين عكس ذلك تماما.

البطلة نسرين الراضي.. متميزة جدا في دورها وآدائها.. لدرجة أنك بسهولة تصدق أنها حقا ً “تودا”..

فيلم “الجميع يحب تودا” كتبه نبيل عيوش ومريم توزاني ومن إخراج /نبيل عيوش وسيمثل الفيلم ” المغرب” في المنافسة على جائزة أوسكار كأفضل فيلم دولي في الدورة القادمة.

كان العرض العالمي الأول للفيلم في مايو بمهرجان كان السينمائي في فرنسا.

 وهذا ليس الترشيح الأول الذي يدفع به المغرب لفيلم من إخراج نبيل عيوش للمنافسة على الأوسكار، إذ سبق ورشح له فيلم “عَلي صوتك” في 2021، وفيلم “غزية” في 2017، وفيلم “يا خيل الله” في 2013، وفيلم “علي زاوا” في 2000.