
يقال إن مهرجان القاهرة السينمائي (واجهة مصر العالمية المشرفة على مدار 43 عاما.. تحول هذا العام إلى مهرجان له صبغة سلفية بامتياز.. أولا بتحديد دريس كود للملابس التي ينبغي بها حضور المهرجان.. ثم إعلاء صوت الميكرفون بالآذان وقت الندوات.. ثم تحويل السجادة الحمراء إلى سجادة صلاة، رغم وجود مسجد كامل على بعد خطوات من السجادة…!
لكن.. إن كان كل ما يحدث.. لا يقلق أي أحد من مسئولي المهرجان لأحذ موقف بشأنه.. إلا فقط مدير المهرجان.. الذي انتبه لهذا وقال إنه يجب عدم التعالي على الفن والتقليل من أهميته بإضفاء الصبغة الدينية على المهرجان بالصلاة على السجادة الحمراء – لأول مرة في تاريخ المهرجان _ بدلاً من المسجد.. فنال عن ذلك ثورة من الهجوم عليه.. وتحول الأمر إلى كأنه يتهجم على الدين نفسه …!
فالسؤال هو أين بقية المسؤولين المفروض أن يأخذوا قرارات ليوقفوا مثل هذه الممارسات …؟
أين رئيس المهرجان.. الفنان الكبير الذي طالما قدم على مدار سنوات فنه.. فن بدون قيود.. مع جميلات السينما المصرية.. ترتدين آخر صيحات الموضة من كبرى الأزياء.. من فساتين السهرة المكشوفة.. وحتى المايوهات البكيني..
فهل يمكن أن تكون قناعاته قد تغيرت– مع العمر_ أم أنه قايض قناعاته مقابل منصب رئيس المهرجان.. واكتفي بإعلان المطلوب منه.. سواء تحديد دريس كود.. أو عدم الاعتراض على أي ممارسات دينية في غير محلها.. تغير من طبيعة وواجهة المهرجان وتضفي عليه الصبغة الدينية المتطرفة…!
ألم ير المسؤولون أن السماح بتلك الممارسات يقلل من حجم مصر دولياً.. ويقوض الجهود المبذولة.. مثل مؤتمر قمة المناخ وغيرها.. والتي ترسخ مكانة مصر الدولية…!؟
خلاصة ما يقال: هل تتقدم مصر أم ترجع إلى الوراء.. الدول الغارقة في السلفية تنتفض وتتخلص منها.. ومصر تغوص فيها!! لماذا!!؟ إذا لم يتم اتخاذ موقف حاسم ضدها سريعا.. ألا يمكن أن يحطم هذا عالمية مهرجان القاهرة السينمائي إلى الأبد !!؟