
مـاري فـكري
عرض مهرجان الجونة السينمائي اليوم فيلم ماء العين ع بالقاعة الرئيسية بالمهرجان ، وذلك ضمن فعاليات دورته السابعة.
تقع أحداث الفيلم في قرية منعزلة شمال تونس، حيث تعيش عايشة الحزينة والكئيبة بشكل دائم بعد سفر اثنين من أبنائها للمشاركة بالحرب بالعراق.. وهي لا تريد التصديق بمقتلهما..
ولكن أحد أبنائها الاثنين يعود مع زوجته الحامل الغامضة جدا .. والتي يزيد من غموضها عيونها الزرقاء اللامعة التي تحدق بهما للجميع من خلف نقابها.. ولا تتحدث كلمة واحدة الا بنهاية الفيلم.. لتبقى المشاهد متسائل دائما.. من صاحبة هذه العيون الثاقبة في نظرتها ، وما هي حكايتها.
الفيلم سوداوي الرؤية بشكل عام ، وتتمحور قصة الفيلم حول التدمير النفسي الذي أحدثته داعش في الناس خلال فترة حكمهم بالعراق من قتل الرجال واغتصاب النساء .. ورغم أهمية القضية إلا أن الفيلم عرضها بطريقة مختلفة.. تهتم اكثر بالتكوينات البصرية وثبات التابلو السينمائي المعروض والسرد القليل جداً.. والميل إلى تقديم الصورة المبتورة بشكل أساسي متكرر – التي تظهر فيها مثلا أيدي فقط تغسل .. أو جانب وجه أو شجر جاف يعبر عن طبيعة قاسية..
ومال الفيلم إلى رتابة الأحداث.. وبطء السرد وقلته.. ليعبر ربما عن الضيق والضياع الذين يعيش فيهم من خاضوا هذه التجارب القاسية أو المتعلقين بهم من أهاليهم. كما حاول الفيلم إضفاء الغموض على أحداثه.. بالجمع ما بين الحلم والواقع الذي تعيشه البطلة الأم.. ولكنه قدم هذا بشكل رتيب أيضا. برأيي الشخصي أن الفيلم يصلح بالأكثر للتدريس بالمعاهد الفنية لاهتمامه الشديد بالتركيز على التكوينات البصرية الثابتة بكادر المشهد لوقت طويل.
الفيلم من إخراج: مريم جعبر وهو إنتاج تونسي، فرنسي مشترك.