
مـاري فـكري
قال توبياس كراوس نائب سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، إن النمو السُكاني شاغلٌ رئيسيٌ هنا في مصر، وكلنا على علم بالإحصائيات المبهرة. فوجود هذا الشعب الفَتِيِّ يمكن أن يكون ميزة قد يحسد البعض “أم الدنيا” عليها لتميزها بصغر متوسط عمر شعبها. ومع ذلك، فمن الواضح أن معدل النمو السُكاني السنوي الحالي يمثل عدة تحديات أيضا. حيث أصبح حلم الرفاهة، وفرص التوظيف والتعليم والتنمية المستدامة للجميع في خطر. والحكومة المصرية تعي ذلك تماماً. وبذلك يصبح احتواء النمو السُكاني أمراً حيوياً لتتحول رؤية مصر 2030 إلى حقيقة ولتصبح مصر دولة ذات دخل متوسط مرتفع.
جاء تصريح كراوس خلال حفل إطلاق إطار مفاهيم السكان والصحة الإنجابية المدعوم من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف كراوس: إن الاتحاد الأوروبي يقدم دعماً مالياً للمساهمة في تنفيذ استراتيجية مصر الوطنية السكانية. ولقد بدأ برنامجنا المشترك في عام 2018 و من المقرر أن يستمر العمل فيه حتى نهاية العام القادم.
وقال كراوس : نحن ممتنون لشراكتنا القوية مع صندوق الأمم المتحدة للسُكان، ووزارة التعليم و التعليم الفني، و مؤسسة جذور، حيث ننفذ هذا البرنامج الحيوي معاً، ويمثل التعليم فيه ركيزة التنمية البشرية. و بالحديث عن فئة المراهقين، فهم يستحقون منا عناية خاصة، حيث يحتاج الشباب للمعرفة الضرورية من أجل اتخاذ قرارات صائبة بشأن تنظيم الأسرة. لذلك، يهدف هذا البرنامج إلى إضافة موضوعات الصحة الإنجابية و النمو السُكاني ضمن المناهج المدرسية.
وأعتقد أيضا أننا نتفق جميعاً على أن النمو السُكاني المستدام يلعب دورا محورياً في موازنة أعداد السُكان مع الموارد الطبيعية المتاحة. وبالتالي تحقيق آمال المواطنين في مستقبل أفضل. واسمحوا لي أيضا أن أضيف أنه بما أن مصر استضافت المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) في شرم الشيخ، فإن احتواء النمو السُكاني أيضا يمكن أن يحد من تغير المناخ والتدهور البيئي.
لذا، فإن اتخاذ السياسات السُكانية الصحيحة يمكن أن تُنْبِيءَ عن مستقبل مجتمعاتنا فيما يخص فرص التوظيف، والصحة، والبيئة. كما أن توعية الأطفال بهذه الروابط، على مدار مراحل تعليمهم، هو مفتاح الوصول لنمو سُكاني مستدام. ويسعد وفد الاتحاد الأوروبي أن يكون جزءً من هذه الجهود.
تهدف المنحة الأوروبية التي تقدر بمبلغ 27 مليون يورو، و هو ما يعادل أكثر من نصف مليار جنيه، إلى: تحسين فرص إمداد خدمات ومستلزمات تنظيم الأسرة؛ تشجيع الإقبال على تنظيم الأسرة؛ ودعم حوكمة الاستراتيجية الوطنية للسكان.