
مـاري فـكري
عقد المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة لقاءً موسعا مع عدد من ممثلي الإعلام بكل من مصر والسودان وذلك لاستعراض آخر المستجدات للمشروعات المشتركة بين اليونسكو وكل من مصر والسودان وأيضا لاطلاع الإعلاميين على كافة الخدمات أو البرامج الخدمية التي تقدمها اليونسكو للناس والتي لا يعرف الكثيرون عنها شيئا.
وقد أشار مسؤولو مكتب اليونسكو بالقاهرة والذين ضموا أ. أيمن عبد المحسن مسؤول برامج الثقافة، وأ. فيولا ، وأ. هيدي ميرزا مستشار قطاع الاتصالات والمعلومات، إلى أهم المشروعات المشتركة، بداية بينها وبين مصر وأهمها مشروع متحف الحضارة والذي حصل على دعم 500,000 دولار لتطويره كما تم إعادة العرض المتحفي بمتحف النوبة بأسوان، كما دعمت حكومة إيطاليا متحف الفن الإسلامي بقيمة 1,000,000 دولار على مدى السنتين الماضين وتم تطوير متحف محمد علي الذي سيتم افتتاحه بالتعاون مع وزارة الآثار. كما تم تركيب شاشات تفاعلية بالمتحف الإسلامي وتم تجديد معامل الترميم بمتحف أندرسون لتطابق المواصفات العالمية وتم ترميم اللوحات الجدارية في الأقصر بالتعاون مع اليابان.
وهناك أيضا قطاع التعليم Education Selector الذي يتضمن خطة التنمية المستدامة بالاتساق مع مبادرة حياة كريمة. وهناك مراكز تم تأسيسها في بعض القرى ببعض المحافظات منها في أسوان ودمياط والجيزة وهي تقدم الخدمات المختلفة للمجتمع المحيط بها.
وتم الإشارة إلى مركز أسوان الذي أسسته اليونسكو في أسوان والذي التجأت إليه النساء السودانيات بعد الحرب في 2023 لتعلم الحرف اليدوية التي طورها المركز. وأشارت هيدي إلى أنه تم تقريب الناس بمجتمع أسوان والسودان بيسر بسبب أن أسوان أقرب لطبيعة الثقافة السودانية وقد فتحت لهم الناس بيوتهم وكان الموضوع سهل.
وأشارت إلى أنه قد أقيمت ورشة عمل في القاهرة لتطوير المناهج وتم بحث كيفية إعادة فتح المدارس ومحاولة إلحاق السودانيين بالمدارس والجامعات وثم الإشارة أيضا إلى برنامج العلوم الاجتماعية والإنسانية لليونسكو بالقاهرة، وتم عمل تقرير عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وتم الإشارة إلى قطاع المعلومات والاتصالات في مصر والسودان والذي يهتم بحرية الصحافة وأامن الصحفيين ومحاربة خطاب الكراهية وكذلك محاربة المعلومات المخلوطة.
وفي مدينة الإنتاج الإعلامي تم إقامة مركز يهدف إلى الحفاظ على قطاع المعلومات.
وبالنسبة للسودان، أشارت هيدي إلى أنه مع الاسف فقد أكثر من 90% من صحفي السودان مهنتهم وسبل معيشتهم بسبب الحرب وتم إجلائهم لأماكن آمنة. وقد ذهب عدد منهم إلى الدول العربية بينما ذهب نحو 46 صحفي منهم إلى بلاد لا تتكلم العربية وتم تدريبهم على برامج بالإنجليزية وكانت نيروبي هي أفضل بلد لإجلاء الصحفيين إليها خاصة وأن كثير من الصحفيين قد قتلوا ونُشر عنهم من جانب اليونيسكو.
وكان هناك في عام 24 24 مشروع السودان لمواجهة خطاب الكراهية خاصة من جانب الناس الذين لهم تواجد مكثف ومتابعة على الإنترنت، فتم تمرين هؤلاء على تقديم محتوى أكثر صدقا يعتمد على المعلومات الصحيحة وليست المغلوطة وذلك لوقف خطاب الكراهية.
وهناك مشروع آخر ما زال في التطوير وهو (سودان ميديا فورم) والذي سيضم كل انواع الميديا بالسودان سواء راديو صحافة TV ، online ،لمحاولة إعادة فتح الميديا في السودان ولو من دول أخرى بسبب توقفها بسبب الحرب وسيكون بحاجة إلى الدعم والتدريب وهذا ما نعمل عليه حاليا .
وهناك مشروع آخر للسودان وهو أرشيف الراديو والتليفزيون السوداني وهو موجود بأم درمان بالخرطوم حيث توجد قاعدة كبيرة جدا هناك من الأرشيف الإعلامي كان قد تم الاستيلاء على مبناها من الجيش السوداني ولم تحرر سوى رمضان الماضي وهناك كمية رهيبة من الوسائط والبيانات الأرشيفية بهذا المبنى حوالي 13,000 فيلم.
وبالنسبة للبرامج التي تقدمها اليونسكو بمصر.. هناك برنامج open access education platforms وهو يهدف إلى رفع وعي الصحفيين ورغم أهميته الشديدة إلا أنه غير متعارف عليه بمصر كثيرا، ويعمل على اتاحة البيانات للباحثين والمبرمجين والصحفيين ، وهو حاليا غير متاح باللغة العربية وتعمل اليونسكو حالياً على تحقيق ذلك.
وهناك برنامج ذاكرة العالم التابع لليونسكو والذي يهدف إلى الحفاظ على التراث الوثائقي وإمكانية الوصول إليه في جميع أنحاء العالم. وهذا البرنامج اساسي لتحقيق ذلك ولإنقاذ هذا التراث من الضياع.
وهناك برنامج آخر جذاب وهو وثائقي، ويتضمن خبرات اليونانيين الذين التجأوا لمصر في الماضي.. كيف عاشوا وكيف احتضنتهم مصر وقصص نجاحهم وكيف اندمجوا مع الحياة هنا في مصر، وهم يقدمون قصصا رائعة ستكون مصاحبة لمعارض للصور من أجل أن يرى الناس كيف كانت حياتهم وكيف دمجوا بين ثقافتهم والثقافة المصرية.
هناك برامج وبخاصة للصحفيين عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في أعمالهم وهو أمر ما زال لا يستخدم من جانب الكثير من المصريين وسيكون هناك ميديا انفورميشن ويك Media information week الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية لعام 2024 في نهاية أكتوبر القادم.